إلى من تتخبطه الغربة
إلى ذلك الشيء الذي ينتظره في الغد القريب
إلى كل من ترفرف روحه في سماء الوطن و هو بعيد
إلى أحبتي واصدقائي
إلى طريق بيتنا بين أشجار الزيتون
...إلى امي التي تنظر قدومي
أراكي واقفةً عند تلك الشجرة التي تقطُر دمعاً من حزنها عليكي
إلى تلك الشجرة التي تذيب قلبي كلما تذكرت أغصانها
إلى بيتي الريفي المتواضع الذي يسكن وسط أهله
أقول لمن تروق له الغربة
جدران منزلي قد نادتني
وحفيف الأشجار قد ناداني
أقول له أنا من بلد الزيتون
وعاصمتي شجرة الياسمين
و جارتي شجرة الفستق الحلبي
اما عن وطني فهو وطن السلام
طيوره نسور
و سكانه ملائكة
وانا نسر جريح في غربتي
سأستعيد عافيتي عندما أشم ترابي بلدي
عندما أرى تلك النسور العاليات
النسور لا تعيش إلا في العلالي
ومخالبها لا تجرح إلا الضعيف
وأنا من بلد السلام من بلد الشجعان
أعرفتم من انا
أنا النسر و رفاقي نسور
وطني شجرة الياسمين
أعرفتم من أنا
أنا فؤاد
نسر من بلد النسور
فلتعش نسورنا للأبد
و لتبقى الياسمينة تفوح بعطرها ما دام النفس
وعندما يتوفق عطر الياسمين عن الفوح
فأعلم أن الدنيا قد إنتهت
فؤاد
